السؤال.. عاهدت ربي أني لن أفتح قلبي لإنسان مهما كانت الأسباب إلا من يتقدم لخطبتي ويكون زوجي إن شاء الله، وشاءت الأقدار أن أقابل في حياتي مدرسا زميل والدتي وهو خاطب وبه مواصفات الزوج الصالح الذي أتمناه.
وعندما زرت والدتي في المدرسة وحدث بيننا كلام عادي أحسست بانجذاب نحوه فكنت فعلا أتمناه لنفسي، وتكلمنا سويا كثيرا على النت، بعد ذلك أحسست منه ذلك أيضا وقالها لي إنه يحبني ولكني وجدت نفسي للحظة أني سأظلم خطيبته وأن الله لن يرضى بذلك، لأن نفس ما حصل معي سوف يحصل مع خطيبي المستقبلي وأنذرني ربي كثيرا خلال هذه الفترة من خلال أي درس أراه في القنوات الدينية.
أحسست أن ربي يكلمني ويحذرني ويريدني أن أبعد عنه لذلك قلت له هذا الكلام ومسحته من الايميل نهائيا، وقلت في نفسي من يحب أحدا حقا يقدم له الخير مهما كان بعيدا عنه، فقمت بالتصدق على روحه وروحي كلما سنحت لي الفرصة لذلك حتى يرضى الله عنا ويعفو عنا، وقلت في نفسي إن كان خيرا لي سيرزقني به الله وإن كان شرا سيبعده الله. فقلت سأتصدق على روحه أفضل وسيلة لذلك وقلت في نفسي إن خطيبته لن تسامحني إن علمت بذلك.
فاستغفرت ربي كثيرا وعاهدته أن لا أكلمه ثانية حتى يأذن ربي بما هو خير لي. هل ما فعلته صواب وهل خيار التصدق على روحه ليس حراما؟ ودعوت ربي كثيرا أن يريني اسم زوجي المستقبلي في أي شيء أراه في حياتي أن يجعل اسمه يتكرر معي كثيرا، ورأيت اسمه يظهر لي بكثرة وسألت ناس عن هذا الأمر قالوا لي إن هذا يعتبر تعديا في الدعاء على الله وأنا لا أعلم هل هذا صحيح أم لا؟ أفيدوني بالله عليكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث بين الجنسين في الحب ونحوه عبر الإنترنت أوغيره لا يجوز وهو ذريعة إلى الشر, وخطوة من خطوات الشيطان إلى الفتنة فوجب سده ومنعه, كما بينا في فتاوى كثيرة جدا أحلنا إليها في الفتوى رقم :25197 .
فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله جل وعلا من ذلك، ونوصيك بشغل الأوقات فيما يعود عليك بالنفع في أمر دينك ودنياك فإن الفراغ والبطالة لهما دور كبير في الانزلاق إلى مهاوي الفتن، وكما قيل النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
فاشغلي نفسك بالحق واجعلي لك وردا يوميا من حفظ القرآن وتلاوته وذكر الله وصلاة النافلة والتفقه في أمور دينك من معرفة فروض الأعيان والكفايات وأمور الحلال والحرام وغيره، ذلك مما يقربك إلى الله جلا وعلا.
ولو أن الرجل المذكور تقدم لخطبتك والزواج بك فلا حرج في الزواج به وليس في هذا ظلم لخطيبته السابقة.
وأما التصدق عنه أو إعطاء ثواب الصدقة له فلا بأس به وينتفع به إن شاء الله تعالى .
وأما سؤال الله تعالى أن يظهر لك اسم زوجك في المستقبل فليس هذا من الاعتداء لأنه ليس من المستحيل، ولكنك تضيعين جهدك وفكرك فيما لا طائل من ورائه ولا يترتب عليه شيء سوى الظنون والأوهام.
والله أعلم.
المصدر: موقع إسلام ويب